سجل باسمه 22 اكتشافا.. وألّف 4 كتب فيزياء
"مهند" السعودي بلا عين ولا ساق.. ويصبح أسطورة المخترعين
مهند أبو دية ولد فقيرا فقاوم الظروف حتى أصبح مخترعا
استطاع الشاب السعودي مهند جبريل أبو دية الذي فقد بصره أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في عالم الاختراعات والمخترعين قبل أن يكمل العشرين من عمره، حيث تجاوزت اختراعاته المسجلة باسمه 22 اختراعا، وساهم في تأليف أكثر من 4 كتب في مجال الفيزياء.
بيد أن هذه الاختراعات كلها تخفي وراءها قصة كفاح كبيرة، حيث تعرض مهند لحادث أليم أفقده بصره، وساهم أحد الأطباء في بتر ساقه بالخطأ، وظن الجميع أن المخترع الأسطورة انتهى؛ إلا أنه سرعان ما عاد إلى الحياة بهمة وعزيمة أقوى ليستكمل أبحاثه، مكرسا جهده لدعم المخترعين السعوديين من خلال تصديه لحملة تُعنى بنشر ثقافة الاختراع. بحسب صحيفة الوطن السعودية.
ولد فقيرا.. ليصبح مخترعا
ولد مهند في أحد أفقر أحياء مدينة جدة، وكان طفلا عاديا كباقي الأطفال، ولكنه كان يملك شيئا ما في داخله أثار استغراب أصدقائه بل وسخريتهم أحيانا.
ويقول: كنت مولعا بمراقبة الأشياء والتأمل في حركتها لزمن أطول من أقراني، لدرجة أني كنت لا أميل للعب معهم أو مشاركتهم، ثم ازددت ولعا بتفكيك الأجهزة الكهربائية والألعاب، واخترت سطح منزلنا كمقر للهواية الجديدة بعيدا عن الأعين، ولم أترك شيئا تقع عليه عيناي إلا وقمت بتفكيكه، وضاق الجميع بي حتى سميت "بالمخرب".
ويضيف مهند شاركت في أول مسابقة حكومية للابتكارات من تصميم مؤسسة الملك عبد العزيز للموهوبين، وقد كنت وقتها في المرحلة الابتدائية، وحققت فيها المركز الأول ثم فزت بنفس المركز لثلاث سنوات متتالية.
ولا ينسى مهند تردده على الورش الصناعية في جدة لإشباع نهمه في عالم الاختراع، حتى أصيب بمرض السل من كثرة مكوثه بين الآلات والمكائن الحديدية.
وبعد أكثر من 12 سنة قضاها في جدة، انتقل مهند إلى الرياض بسبب ظروف عمل والده في التلفزيون السعودي، واختار الالتحاق بمدرسة قريبة من الحرم الجامعي لجامعة الملك سعود، والسبب في هذا كما يرويه مهند يكمن في رغبته في زيارة حرم الجامعة، والاستفادة من خبرات الأكاديميين فيما يصعب عليه من الأمور التي يريد فهمها؟.حكاية الغواصة
ويواصل مهند حديثه قائلا: التحقت بعد ذلك بجامعة الملك فهد للبترول تخصص "فيزياء"، وقد وجدت في الجامعة فرصة كبيرة لإظهار طاقاتي الإبداعية، ولقيت من الجامعة دعما كبيرا، وقد تمكنت بعد ذلك من اختراع أشهر اختراعاتي على الإطلاق وهو "غواصة صقر العروبة" وأهديته لخادم الحرمين الشريفين، والذي وجه بدعمي وقام بتكريمي أثناء زيارته منطقة "جازان".
ويضيف: تمكنت من اختراع غواصة تحتوي على 12 نظاما فيزيائيا، وفيها أنظمة تعطيها القدرة على التحكم، وحتى القدرة على الحفر في الأعماق الرخوة من البحار، وقد تستخدم أيضا للإنقاذ.
ولم يكتف مهند بتقديم العديد من الاختراعات المذهلة، بل حمل على عاتقه تقديم الدعم المعرفي لزملائه المخترعين من خلال تأسيس جمعية المخترعين السعوديين، وهي الجمعية الأولى من نوعها في المملكة.مخترع يواجه الصعوبات
وتلقى مهند خلال مسيرته دعما من المخترع يوسف السحار والذي يعمل أمينا للجمعية السعودية للمخترعين السعوديين، حيث يجزم السحار بأن مهند أبو دية أحد الأمثلة العديدة التي يزخر بها الوطن، ويحتاج أن نضع أيدينا في أيديهم.
ويكشف السحار ما واجه مهند من صعوبات عدة في طريقه أهمها الحادث الأليم الذي واجهه قبل سنة، وأدى إلى فقدان بصره وساقه، إلا أنه لم يخيب ظني فيه فقد واجهته وبصرامة وهو يرقد على السرير الأبيض وقت الحادث وقلت له إن الرجل لا يقاس لا بساق ولا ببصر، وإنما يقاس بفكره، وقبل ذلك بقلبه الذي يجب أن يسخره لآخر يوم في عمره في نفع الناس.
ويضيف: كانت تلك الكلمات التي استمررت في تكرارها وترديدها عند أذن مهند بعد أن عاد له وعيه بعد الحادث، واكتشف مصابه في تحديه لكل الظروف، وكانت انطلاقته الثانية نحو النجاح بداية بخطوة إلى "حاضنة بادر" التابعة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وتم تبني المدينة لمشروع حلمه "المركز السعودي لثقافة الاختراع" وقام بناء على ذلك بتقديم دورات متقدمة في الحاضنة في الاختراعات، وقد حضرت كافة دوراته تلك في مرحلتها الأولى، فأقررت عندها "ما شاء الله تبارك الله" أن تلميذي مهند قد تفوق على أستاذه.